اذهب الى الأسفل
اعصار
اعصار
الاوسمة : سفر السعادة وسفير الإفادة *** الجزء الثاني مسألة الوجوه الجائزة في ما اراد اخذ زيد A3zz-c11
المساهمات : 241
نقاط : 456
السٌّمعَة : 5
تاريخ التسجيل : 13/08/2018
https://ahla-team.ahlamontada.com

سفر السعادة وسفير الإفادة *** الجزء الثاني مسألة الوجوه الجائزة في ما اراد اخذ زيد Empty سفر السعادة وسفير الإفادة *** الجزء الثاني مسألة الوجوه الجائزة في ما اراد اخذ زيد

الثلاثاء أغسطس 14, 2018 7:23 am
مسألة
إذا قلت: (ما أراد أخذ زيد) فـ (ما) في موضع نصب بـ (أخذ)، و (أراد) صلة لـ (ما)، والتقدير: أراده، فحذف العائد، و (زيد): فاعل لـ (أخذ)، ولا يكون فاعلا لـ (أراد)؛ لوقوع الفصل بين (أراد) وفاعله بـ (أخذ) وهما صلة (ما)، و (أخذ) أجنبي.
وترتيب المسألة على الأصل: أخذ زيد ما أراده. فإن قدمت زيدا على (أخذ) كان زيد فاعلا لـ (أراد)، وإن شئت رفعته بالابتداء و (أخذ) خبره، و (ما أراد) مفعول (أخذ)، ويجب تقديم المفعول ليعوج الضمير في (أخذ) على زيد. ولنا أن نجعل (ما) شرطية، وتكون في موضع نصب بـ (أراد)، و (زيد) فاعل (أراد)، و (أخذ) جواب الشرط، ومفعول (أخذ) محذوف أي: أخذه.
وإن قدمت زيدا فقلت: (زيد ما أراد أخذ) جاز في (ما) أيضا أن تكون شرطية في موضع المفعول لـ (أراد)، و (أخذ) جواب الشرط، والجملة خبر المبتدأ. وجاز في (ما) أيضا أن تكون موصولة في موضع المفعول لـ (أخذ).

وتقول: (ما أراد زيد يأخذ) فيجوز أن تكون (ما) شرطية، وموصولة، واستفهاما. فإن قدرناها موصولة فهي في موضع نصب بـ (يأخذ)، وصلتها (أراد)، والعائد عليها محذوف، أي: أراده. وإن قدرناها شرطية فهي في موضع نصب بـ (أراد)، و (يأخذ) جواب الشرط، والجملة خبر المبتدأ ويكون (يأخذ) مجزوما. وإن قدرناها استفهامية كانت في موضع نثب بـ (أراد)، و (يأخذ) مجزوم على جواب الاستفهام، كما قالوا: ما اسمك أذكر.
قول الشاعر:
شهدت الحروب فشيبنني
وقاتلت فيها ولم أولد
أي: وأنا في صلب أبي [158/آ].
وقول الآخر:

عجوز بين نابيها حمار
وبين ثنيتيهما رأس بغل
(نابيها): ناقتاهما. والثنيتان: الجبلان.
وقول الآخر:
وشيئان من شيئين شتى تجمعا
لشيء فكان الشيء شيئا سواهما
وقال آخر:
رأيت أبا قيس يباع بدرهم
وليس على قيس بذلك عار
أبو قيس: من أسماء المكيال.
وأنشد بعضهم البيت المشهور:
.. .. .. .. ..
ولا يك موقفا منك الوداعا

على تقدير: قفي موقفا ولا يكن الوداعا. وأنشد بعضهم:
شر يوميها وأشقاه لها
ركبت عنز بحدج جملا
(عنز) ههنا اسم امرأة. وكان الوجه أن يقول: وأشقاهما، ولكن هذا من كلامهم: أن يذكروا مثنى أو مجموعا أو مؤنثا، ويأتوا بضمير مفرد، فيقولون: هو أحسن الفتيان وأجمله.
ومية أحسن الثقلين جيدا
وسالفة وأحسنه قذالا
ومنه قول الفرزدق:

. .. ..
فإني كريم المشرقين وشاعره
وقول الآخر:
مثل الفراخ فتقت حواصله
وقول الآخر:
وبالبدو منا أسرة يحفطوننا
كرام مساعيهم عظام كراكره
كأنه يريد (عظام كراكر ما ذكرت)، فيحمله على الواحد. وقد أجيز أن يكون الضمير في قوله عز وجل: {مما في بطونه} على هذا.

وقول الفرزدق:
أخذنا بآفاق السماء عليكم
لنا قمراها والنجوم الطوالع
القمران: الشمس والقمر؛ كمل قالوا في رؤبة والعجاج: العجاجان والعمران للصديق والفاروق رضي الله عنهما.
ومثل ذلك قول الفرزدق أيضا:
عشية سال المربدان كلاهما
عجاجة موت بالسيوف الضوارب
ومنه الزهدمان والخبيبان.
قول الأعشى:

فلئن ربك من رحمته
كشف الضيقة عنا وفسح
ولئن كنا كقوم هلكوا
مالحي- يالقوم- من فلح [158/ب]
جواب الشرط في البيت الأول محذوف.
وقول الشاعر:
الآن بعد لحاحتي ينهونني
هلا التقدم والقلوب صحاح
التقدم منصوب بفعل مضمر. كما قال الآخر:
أتيت بعبد الله في القد موثقا
فهلا سعيدا ذا الخيانة والغدر
وكقول جرير:
تعدون عقر النيب أفضل مجدكم
بني ضوطري لولا الكمي المقنعا
الضوطرى، والضوطر، والضيطر، والضيطار: الضخم الذي

لا غناء عنده. ومنه قول الشاعر:
تعرض ضيطارو فعالة دوننا
وما خير ضيطار يقلب مسطحا
أراد بـ (فعالة) خزاعة. وما خير ضيطار، أي: ضعيف، ومع ذلك فلا سلاح له، إنما معه مسطح؛ وكذلك الضياطرة.
قول الشاعر:
لا تنظرن شزرا إلى ذي مودة
فإن مشاريط القلى النظر الشزر
لم يتكلموا بواحد لـ (مشاريط) هذا.
قول الشاعر:
مشمر نعل السيف عن نصف ساقه
وقد أطول القين الحمائل عاتقه
أي: مشمر نعل السيف عاتقه عن نصف ساقه، مع أن القين

قد أطول الحمائل، أي إنه طويل.
وقول الشاعر:
هجرتك حتى قيل: ما يحسن: القلى
وزةتك حتى قيل: ما إن له صبر
(ما) الأولى: موصولة، والقلى: خبر.
وقول الفرزدق:
إلى ملك ما أمه من محارب
أبوه ولا كانت كليب تناسبه
فيه وجهان، أحدهما: إلى ملك أبوه ما أمه من محارب، فهذا وجه، على هذه الرواية؛ وقد أنشده قوم: (ما أمه من محارب أبوها). وقول الشاعر:

أليس بصيرا من يرى وهو قاعد
بمكة أهل الشام يختبزون
رأى أهل الشام بمكة لما حجوا وهم يختبزون [159/آ].
وقول سيبويه- والشعر له فيما ذكر-:
يسر الفتى ما كان قدم من تقى
إذا طرق الداء الذي هو قاتل
قطوب فما تلقاه إلا كأنما
زوى وجهه لو لاكه فوه حنظل
أي: زوى وجهه حنظل لو لاكه فوه. وفي قوله: (قاتل) مع قوله (حنظل) لا يجوز؛ لأن ألف التأسيس لا يكون معها

غيرها؛ فما أظن هذا يصح عن سيبويه، إلا أن يكون هذا الشعر قد غير، مثل أن يكون:
... ... ...
إذا طرق الداء الذي هو يقتل
وأنشد أبو محمد التوزي النحوي:
إني أرى دارا بأغدرة السـ
ـيدان لم يدرس لها رسم
إلا رمادا هامدا دفعت
عنه الرياح خوالد سحم
قال: و (إلا) ههنا في معنى الواو، وكأنه قال: ورمادا هامدا، قال: كذا قال الخليل فيه؛ كما قال الشاعر:
من كان أشرك في تفرق فالج
فلبونه جربت معا وأغدت
ويروى (أسرع) مكان أشرك.

إلا كناشرة الذي ضيعتم
كالغصن في غلوائه المتنبت
يقول: وكناشرة.
قال أبو محمد التوزي: وقال أبو عبيدة في قول الله عز وجل: {لئلا يكون للناس عليكم حجة إلا الذين ظلموا}، قال: (إلا) في معنى الواو.
قلت: فيكون (والذين ظلموا) على هذا مستأنفا، كأنه قيل: والذين ظلموا منهم لا يفلحون، ونحوه.
وقول الشاعر:
إذا نحن نلنا من ثريدة عوكل
فقدنا لها ما بعدها من طعامها

فقدنا معناه: فحسبنا؛ كما قال:
قدني من نصر الخبيبين قد
وقال يزيد بن الحكم:
مرحبا بالذي إذا جاء جاء الـ ..
ـخير أو غاب غاب عن كل خير
تقديره: إذا جاء الخير أو غاب غاب هو عن كل خير.
وقال النابغة:

أتاني- أبيت اللعن- أنك لمتني
وتلك التي تستك منها المسامع
ملامة أن قد قلت سوف أناله
وذلك من تلقاء مثلك رائع
نصب ملامة على معنى لمتني ملامة.
وقول الشاعر [159/ب]:
آتي الندي فلا يقرب مجلسي
وأسوق للشرف الرفيع حماري
يعني أنه يسوق حماره إلى شرف ليركب؛ لأنه لكبر سنه لا يطيق الركوب إلا على تلك الحال.
وقول النابغة:
تبدو كواكبه والشمس طالعة
لا النور نور ولا الإظلام إظلام
والقوافي مجرورة؛ توهم الباء، فكأنه قال: ولا الإظلام

بإظلام.
وقول الأعشى:
ولقد شربت ثمانيا وثمانيا
وثمان عشرة واثنتين وأربعا
النون من (ثمان عشرة) مكسورة؛ لأنه أراد ثماني عشرة ويروى: (ولأشربن).
وقول قيس بن الخطيم:
لو أنك تلقي حنظلا فوق بيضنا
تدحرج عن ذي سامة المتقارب
المتقارب: صفة لـ (بيضنا). وذي سامة: موضع ولم يصرف للتأنيث والعلمية. والسام: عرق من فضة يكون في المعدن فضربه مثلا.

وقول الأعشى:
فإن يمس عندي الشيب والهم والعشى
فقد بن مني والسلام تقلق
بأشجع أخاذ على الدهر حكمه
فمن أي ما تجني الحوادث أفرق
قوله: (بأشجع) متعلق بقوله: بن مني، أي: ذهبن مني بأشجع أي بفتى أشجع. وقوله: والسلام تفلق: مبتدأ وخبر، يعني والحجارة تتكسر، فكيف الإنسان؟!.
وقال متمم بن نويرة:
سقى الله أرضا حلها قبر مالك
ذهاب الغوادي المدجنات فأمرعا
تجيته مني وإن كان نائيا
وأمسى ترابا فوقه الأرض بلقعا

أي: هذه تحيته مني. وبلقعا نصب على الحال.
وقول عمر بن أبي ربيعة:
أمسى بأسماء هذا القلب معمودا
إذا أقول صحا يعتاده عيدا
نصب عيدا؛ لأنه جعله مصدرا.
وقال آخر [160/آ]:
المال يزري بأقوام ذوي حسب .... وقد يسود غير السيد المال

خفض المال وجعله صفة للسيد. يقال: رجل مال، وفطر وصوم. وتقول العرب: ملت فأنا أمال وأنا مائل غدا، وأنا مال، فعلى هذا يكون في (يسود) ضمير يرجع إلى المال في قوله (المال) في أول البيت.
قال أحمد بن يحيى ثعلب:
دخلت على محمد بن عبد الله فإذا عنده أبو العباس المبرد، وجماعة من أسبابه وكتابه. فلما قعدت قال لي محمد بن عبد الله: ما تقول في بيت امرئ القيس:
لها متنتان خظاتا كما
أكب على ساعديه النمر
قال: فقلت: أما الغريب فإنه يقال: لحم خظابظا: إذا كان صلبا مكتنزا، ووصفه بقوله: (كما أكب على ساعديه)، أي: في

صلابة ساعدي النمر إذا اعتمد على يديه. والمتن: الطريقة الممتدة من عن يمين الصلب وشماله.
وأما الإعراب فإنه: خظتا، فلما تحركت التاء أعاد الألف من أجل الحركة والفتحة.
فأقبل بوجهه على المبرد، فقال: أعز الله الأمير!! إنما أراد، في (خظاتا)، الإضافة؛ أضاف (خظاتا) إلى (كما).
قال ثعلب: فقلت له: ما قال هذا أحد. فقال: بلى، سيبويه يقوله. فقال ثعلب: فقلت لمحمد بن عبد الله: لا والله ما قال هذا سيبويه قط، وهذا كتابه فليحضر.
ثم قلت: وما حاجتنا إلى الكتاب؟ أيقال: مررت بالزيدين ظريفي وعمرو، فيضاف نعت الشيء إلى غيره؟ فقال: والله ما يقال هذا. ونظر إلى محمد بن يزيد فأمسك.
ويروى أن الأصمعي لقي الفراء على الجسر ببغداد، فقال له الأصمعي: أأسألك؟ فقال الفراء: سل يا أبا سعيد فقال: ما معنى قول الشاعر:

أصم دعاء جارتنا تحجى
لآخرنا وتنسى أولينا
فقال الفراء: صادفت قوما صما، قال الشاعر:
فأصممت عمرا وأعميته
عن الجود والمجد يوم الفخار
أي: صادفته [160/ب] أصم أعمى؛ وقال الكسائي: دخلت بلدة فأعمرتها ودخلت بلدة فأخربتها، أي صادفتها كذلك.
فقال الأصمعي: الفراء أعلم الناس؛ ومضى ولم يكلمه بعد.
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى