اذهب الى الأسفل
اعصار
اعصار
الاوسمة : البـنى التركيبية للأمثال العامية دراسة وصفية تحليلية A3zz-c11
المساهمات : 241
نقاط : 456
السٌّمعَة : 5
تاريخ التسجيل : 13/08/2018
https://ahla-team.ahlamontada.com

البـنى التركيبية للأمثال العامية دراسة وصفية تحليلية Empty البـنى التركيبية للأمثال العامية دراسة وصفية تحليلية

الثلاثاء أغسطس 14, 2018 7:14 am
البـنى التركيبية للأمثال العامية
دراسة وصفية تحليلية

دكتور
عـلاء إسماعيل الحمزاوى
أستاذ العلوم اللغوية المساعد بكلية الآداب
جامعـة المنيـا


تقديــم
إن العناية باللغة القومية والحرص على نشرها مظهر حضاري ومظهر من مظاهر الانتماء للوطن وجزء من الهوية الذاتية والقومية؛ وهذا ما جعل الآخر يحرص ـ كل في موطنه ـ على المحافظة على لغته ونشرها في كل مكان وجعلها حديثا يوميا، ولذا فالفارق عندهم بين لغة النص المكتوب والحديث اليومي المنطوق فارق ضئيل، فإذا ما جئنا للغتنا العربية ـ لغتنا الجميلة ـ وهي إحدى أواصر الربط بين العرب ـ الدين واللغة والعروبة ـ نجد أنها مهمّشة من الحديث اليومي، وتوشك أن تهمّش من النص المكتوب(1 )؛ حيث حلت محلها لهجات عامية متعددة في الأقطار العربية، تختلف كل لهجة عن أختها من قطر لآخر في بعض الخصائص اللغوية، علما بأن ثمة فصحى عصرية ميسور استعمالها كتابة وشفاهة، ربما ساعد على نشرها الصحافة والإذاعة المصرية في المقام الأول، بل لعلنا لا نبالغ إذا قلنا بأن العامية المستعملة مستمدة من الفصحى في كثير من بناها الصرفية وأنماطها التركيبية مع إحداث تغيير في حرف أو حركة في بعض الكلمات( 2)، ولعل الفارق الواضح الذي يميز الفصحى عن العامية هو الإعراب، فبينما تتسم الفصحى بالإعراب تفتقد العامية هذه السمة( 3).
ومن ثم تأتي هذه الدراسة(4 ) للوقوف على النظام التركيبي للعامية ومدى علاقته بالنظام التركيبي في الفصحى قربا أو بُعدا، واختصت الأمثال بالدراسة؛ لأن لغة المثل على الرغم من أنها جزء من اللغة السائدة في المجتمع ـ فلغة الأمثال العربية جزء من اللغة العربية التى سادت في الجزيرة العربية موطن الأمثال ـ فهي لغة ذات خصوصية تميزه عن سائر مظاهر الكلام؛ لأنه يعد نصا مستقلا بذاته، وهو "تعبير ثابت يتسم بالإيجاز وبساطة التركيب وسهولة اللغة وجمال جرسها وقوة الدلالة، ويستخدم استخداما مجازيا ويعتمد كثيرا على التشبيه"( 5).
ومن ثم تأتى هذه الدراسة في الأمثال العامية لرصد البنى التركيبية للأمثال العامية ومدى تحقق السمات اللغوية سالفة الذكر فيالمثل العامى وبخاصة سمتا إيجاز اللفظ وبساطة التركيب، تلك السمتان اللتان تحققتا فيالأمثال الفصحى بشكل ملحوظ؛ حيث زادت وكثرت نسبة الأمثال التي تمثل في بناها التركيبية جملة بسيطة بنوعيها الفعلية والاسمية مقارنة بجملة الأمثال التي تمثل في بناها التركيبية جملا مركبة بمختلف أنماطها.
واختار الباحث معجم تيمور مادة للبحث لغزارة مادته المثلية؛ حيث بلغ عدد أمثاله (3180) ثلاثة آلاف ومائة وثمانين مثلا، ولدقة المؤلف في جمع الأمثال وتحليلها، وإن لم يفرق بين المثل والأقوال التي تجري مجرى الأمثال؛ حيث عدها أمثالا، فأوردها في معجمه، غير أنه أشار في تحليلها إلى أنها أقوال مأثورة أو حكم تجري مجرى المثل. والمؤلف في ذلك ليس بدعا فقد فعل ذلك جامعو الأمثال العربية قديما(6 ).
والباحث سيعتمد في وصفه للبنى التركيبية للأمثال على منهج الفرنسي بلاشير( 7) في تصنيف الجمل العربية إلى: جملة بسيطة وجملة مركبة على النحو التالي:
ـ الجملة البسيطة phrase simple نوعان:
1ـ الجملة الفعلية phrase verbale وهي التي تبدأ بفعل وهي مكونة من عنصرين الأول الفعل (المسند) والثاني الفاعل (المسند إليه) وهي نوعان: جملة ذات ترتيب اعتيادي وأخرى ذات ترتيب مخالف (تقديم الفاعل على الفعل وتقديم المفعول على الفاعل من وجهة نظر بلاشير)(8 ).
2ـ جملة اسمية phrase nominale وهي التي تبدأ باسم وهي مكونة من عنصرين الأول المبتدأ (المسند إليه) والثاني الخبر (المسند) وهي نوعان : جملة ذات ترتيب اعتيادي وأخرى ذات ترتيب مخالف (تقديم الخبر على المبتدأ).
ـ الجملة المركبة phrase complexe فهي أربعة أنواع وفقا لعلاقة الربط بين أجزاء الجملة، وعلاقات الربط هي :
1ـ الربط بالتجاور Juxtaposition : ويقصد بلاشير بها الجملة المركبة من جملة أساسية وجملة ـ أو عدة جمل ـ فرعية متجاورة مرتبطة بالجملة الأساسية برابط معنوي.
2ـ الربط بالتبعية Subordination : ويقصد بذلك الجملة المركبة من جملة أساسية وجملة أو عدة جمل تابعة مرتبطة بالجملة الأساسية من خلال رابط لفظي.
3ـ الربط بالازدواج Dédoublement : ويقصد بلاشير بالجملة المزدوجة تلك الجملة المكونة من جملتين مرتبطتين برابط معنوي أو رابط لفظي، إحداهما نتيجة للأخرى، وهي تدل على احتمال محقق أو احتمال فيه شك أو احتمال غير محقق، والجملة المزدوجة عند بلاشير هي الجملة الشرطية عند النحاة أو الجملة الظرفية المتضمنة معنى الشرط.
4ـ الربط بالعطف Coordination : ويقصد بلاشير بذلك عطف جملة أو عدة جمل فرعية على جملة أساسية في إطار جملة مركبة، وهذا ما يسمى عند النحويين بـ"عطف الجمل".
هذا .. وذكر بلاشير في إطار كل علاقة من علاقات الربط السابقة بعض الوظائف النحوية التي يمكن أن تشغلها الجمل الفرعية بالنسبة للجملة الأساسية على النحو الذي سنعرض له أثناء التحليل.
والأساس الذي صنفنا الجمل بناء عليه من حيث كون الجملة بسيطة أو مركبة هو "إسنادية التركيب مع إفادة المعنى"، فالجملة التي تحتوي ـ فحسب ـ على عنصرين أساسيين (مسند ومسند إليه) مفيدة معنى ما هي جملة بسيطة( 9)، فإن اكتفت بهما فهي جملة نواة phrase noyau أو جملة دنيا phrase minmale، وإن أضيفت إليها عناصر توسيعية elements d expansions فهي جملة موسعة phrase expansive (أي مكونة من جملة نواة وعناصر توسيعية)( 10)، وإن حذف أحد عنصري الجملة النواة أو كلاهما مع بقاء عنصر توسيعي يمكن من خلاله تقدير الجملة المحذوفة يمكننا أن نصطلح على مثل ذلك النمط بمصطلح (الجُمَيْلَة)، أما إذا تكرر أحد عنصري الإسناد أو كلاهما فالجملة مركبة، فإذا قلنا: (نجح الطالب) فهي جملة بسيطة دنيا، فإذا قلنا: (نجح الطالب في الامتحان) صارت الجملة بسيطة موسعة، وإذا قلنا: (الطالب نجح) فالجملة مركبة؛ لتكرار عنصر المسند إليه (في المبتدأ والفاعل).
ويبقى أن نشير أيضا إلى أننا لن نرصد هنا كل الأمثال الواردة في معجم تيمور، بل سنرصد نماذج منها تمثلها جميعها من حيث البنى التركيبية لها. كذلك نشير إلى أن كل الظواهر التركيبية المكررة سنتحدث عنها حينما نعرض لها لأول مـرة فقط.
أولا : الجمـلة الفعليـة
*******************
أ : النمـاذج
بلغ عدد شواهد الجملة الفعلية من جملة الأمثال (178) مائة وثمانية وسبعين شاهدا، ولن نعرض لها جميعها، وإنما نعرض لمجموعة نماذج تمثل جميع الشواهد من حيث نوعية البنية التركيبية لها.
1ـ اتلمّ زأرود على ظريفه 60
2ـ اجتمع المتعوس على خايب الرجا 62
3ـ بارك الله في المـره الغريبه والزرعه القريبه 738
4ـ رجعت ريمهْ لعادتها القديمة 1307
5ـ تعرج قدّام مكسح 895
6ـ تجي على أهون سبب 876
7ـ جا على الطبطاب 934
8ـ تجي مع العور طابات 877
9ـ رجع الغزلٍٍِْْ صوفْ 1306
10ـ صحِّت ولادِ النُدُولهْ والأرضْ المجهولهْ 1733
11ـ بعد العركه ينتفخ المفشّ 791
12ـ بين البايع والشاري يفتح اللهْ 859
13ـ بين حانه ومانه ضاعت لحانا 860
14ـ لأجل الورد ينسقي العليق 2488
15ـ بعد راسي ما طلعت شمس 789
16ـ بعد العيد ما ينفتلش كحك 792
17ـ إيش تعمل الماشطه في الوشّ العكر 705
18ـ إيش يأخد الريح من البلاد 723
19ـ إيش يعمل الترقيع في التوب الدايب 724
20ـ ما تآمنش لابو راس سوده 2578
21ـ راح تروح فين الشمس عن قفا الحصّاد 1273
22ـ ما بقاش في الخنّ ريش إلا المقصص والضعيف2583
23ـ ما يصعب على العريان قـدّ يوم الخياطه 2677
24ـ ما كل مرة تسلم الجرّه 2636
25ـ اتبع الكدّاب لحدّ بابْ الدار 50
26ـ اتعلمّ البيطرة في حمير الأكراد 53
27ـ اتعلم الحجامه في رءوس اليتامى 54
28ـ اشتري الجار قبل الدار 125
29ـ جوِّزوا زقزوق لظريفه 997
30ـ بخمسه قهوه تقضي الشهوه 757
31ـ بفلوسه الحلوه يكلم أبوه على العلوه 807
32ـ سنة الغلا نسينا الخميره 1618
33ـ سنة شوطة الجمال جابوا الأعور قيّده 1617
34ـ علشان كبابك أكبّ أنا عدسي 1929
35ـ من دقنُه فتلوا له حبل 2817
36ـ عاوز الحق والاّ ابن عمُّه 1852
37ـ خلّي المِيّه مِيّه واردب 1174
38ـ خـد من الحافي نعلُه 1136
39ـ خـد من الحمار المَولّي قِيدُه 1137
40ـ ما تستكترش الرفْص على البغل النجس 2598
41ـ حسدتني جارتي على طول رجليّه 1056
42ـ فاته نص عمرُه 2078
43ـ ما يجيبها إلا رجالها 2671
44ـ ما يدايق الزريبه إلا النعجه الغريبه 2673
45ـ من طقطق للسلام عليكم 2837
46ـ ولا يوم طهوره 3016
47ـ ساعه لقلبك وساعه لربك 1570
48ـ سمك في مَيّـهْ 1615
49ـ شنّح وجنّح وحبل الغسيل 1690
50ـ غـلا وسوء كِيل 2062

ب : التحـليــل :
هذه النماذج بعضها لها نظائر لم نذكرها وبعضها ليس لها ذلك، وهي تمثل جميع البنى التركيبية للجملة الفعلية في الأمثال العامية الواردة في معجم تيمور، وإذا رمزنا للعنصر الأساسي الأول (الفعل أو المسند) بالرمز (ع س1) والعنصر الأساسي الثاني (الفاعل أو المسند إليه) بالرمز (ع س2) والعنصر التوسيعي بالرمز (ع ت) والعنصر المقدر بالرمز (ع ق) يمكن حصر هذه البنى التركيبية في الأنماط الآتيـة:
1ـ ع س1 + ع س2 + ع ت : ش(1 : 10)
2ـ ع ت + ع س1 + ع س2 : ش(11: 14)
3ـ ع ت + ع ت + ع س1 + ع س2 : ش(15، 16، 24)
4ـ ع ت + ع س1+ ع س2 + ع ت : ش(17: 20)
5ـ ع ت + ع س1+ ع ت + ع س2 + ع ت : ش(21)
6ـ ع ت + ع س1+ ع ت + ع س2 : ش(22: 23)
7ـ ع س1+ ع س2+ ع ت + ع ت : ش(25: 29، 36: 39)
8ـ ع ت + ع س1 + ع س2 + ع ت : ش(30 : 35)
9ـ ع ت + ع س1 + ع س2 + ع ت + ع ت : ش(40)
10ـ ع س1 + ع ت + ع س2 : ش(41، 42)
11ـ ع ت + ع س1 + ع ت + ع ت + ع س2 : ش(43، 44)
12ـ ع س1 (ع ق) + ع س2 (ع ق) + ع ت : ش(45 : 50)

هذه هي البنى التركيبية لأمثال الجملة الفعلية، وكلها متوافقة والنظام التركيبي للغة الفصحى باستثناء النمط النمط الخامس الذي يمثل شاهده (أداة + فعل + أداة + فاعل + شبه جملة)؛ حيث إن الأداة الثانية اسم استفهام، والاستفهام مما له الصدارة في الجملة. ويمكننا أن نقوم بتفكيك النص (المثل) لنكشف أولا عن الجملة النواة ثم العناصر التوسيعية لها بعد ذلك.
الجملة النواة :
الجملة النواة كما أسلفنا هي تلك الجملة التي تحتوي على عنصرين أساسيين لتكوينها مع إفادة معنى بهما، وعنصراها الفعل والفاعل، الفعل هو المسند predicat والفاعل هو المسند إليه sujet ويمكن أن نتحدث عن كل منهما على حدة على النحو التالي:
ـ الفعل متنوع من حيث البنية ـ وإن تفاوتت النسبة من صيغة لأخرى ـ حيث جاء ماضيا كما في الشواهد (1 : 4) على سبيل المثال، وجاء مضارعا كما في الشواهد (16 : 21) على سبيل المثال، وجاء أمرا كما في الشواهد (25 : 29) على سبيل المثال. وتنوع الصيغة يؤدي إلى تنوع الزمن ما بين الماضي وغير الماضي (الحاضر والمستقبل)، والتنوع في الزمن له تأثيره الدلالي، فالمثل في الزمن الماضي موجه إلى شخص وقع منه الحدث الذي قيل المثل في سياقه، أما المثل في الزمن المستمر (الفعل المضارع) فهو موجه إلى شخص شرع في الحدث ولم ينته منه، وأما المثل في الزمن المستقبل فهو أمر أو نهي لشخص يتوقع منه خلاف ذلك.
ـ بعض الأفعال لا تتطلب عنصرا توسيعيا على سبيل الوجوب؛ حيث يتم المعنى بالفعل والفاعل فقط، وهذه الأفعال هى ما تسمى بـ"الأفعال اللازمة" عند النحاة، ويمثلها من الشواهد (10، 11، 13: 16). وبعضها تتطلب عنصرا توسيعيا على سبيل الوجوب؛ حيث لا يتم المعنى بالفعل والفاعل ، وهذه الأفعال يمكن تصنيفها صنفين: صنفا يقتضي معطوفا أو شبه جملة، كما في الشواهد (1 : 4) وصنفا يقتضي مفعولا به، سواء أكان مفعولا واحدا كما في الشواهد (25 : 30) على سبيل المثال، أو مفعولين كما في ش(33، 37).
ـ كثير من الأفعال في الشواهد عربي فصيح من حيث الصيغة والدلالة، غير أن بعضها جاء في نظام تركيبي مخالف للنظام العربي، مثل الفعل (اجتمع)؛ إذ يقتضي معطوفا على الفاعل، فنقول: اجتمع محمد وعليّ أو يقتضي حرف الجر الباء فنقول: اجتمع المدير بالأعضاء، لكن جاء في الأمثال مرتبطا بحرف جر كما في الشاهد الثاني (اجتمع المتعوس على خايب الرجا).

ـ الفاعل جاء متنوعا ما بين اسم ظاهر كما في ش(1: 4)، وضمير مستتر كما في ش (5 : Cool، وضمير بارز كما في ش (29، 32، 33) على سبيل المثال.
ـ الفاعل جاء في ترتيبه الاعتيادي بعد الفعل في معظم الشواهد، وتقدم عليه المفعول في قلّة من الشواهد كما في ش(41 : 44)، وتأخير الفاعل هنا يوجبه النظام التركيبي للشواهد؛ حيث جاء المفعول ضميرا متصلا بالفعل( 11).
العناصر التوسيعية:
هذه العناصر من حيث رتبتها في النظام التركيبي العربي إما سابقة أو لاحقة، فالعناصر السابقة هي الأدوات، واللاحقة المفعولات والتوابع والحال وشبه الجملة المتعلق وغير ذلك، بيد أن بعض العناصر اللاحقة قد يتقدم لفظا على الفاعل أو الفعل والفاعل معا جوازا أو وجوبا. فإذا أعدنا قراءة الشواهد نجد أنها مطابقة لهذا النظام التركيبي فيما عدا الشاهد (21)؛ حيث جاءت الأداة الاستفهامية بين الفعل والفاعل، وهي في النظام العربي تقتضي التقديم؛ حيث إنها إحدى أدوات الصدارة؛ ومن ثم فتركيب هذا الشاهد يعد سمة من سمات النظام التركيبي للعامية. والعناصر التوسيعية السابقة التي وردت في الشواهد هي:
ـ الأدوات: وقد تنوعت ما بين النفي والاستفهام والاستقبال، ونسهب القول فيها على النحو التالي:
ـ النفي: لم يرد من أدوات النفي سوى (مـا) وقد دخلت على فعل ماض كما في ش(15، 22) ودلالتها النفي الإخباري وفي ذلك توافق مع النظام التركيبي العربي، ودخلت على فعل مضارع كما في الشواهد (16،20، 23، 24، 40، 43، 44) ودلالتها متنوعة ما بين النفي الإخباري في ش(15، 16، 23، 24) والإثبات المؤكد من خلال سلب السلب(12 ) في (43، 44) وليس في ذلك مخالفة للنظام التركيبي العربي، والنفي الطلبي (النهي) في ش(20، 40)، وهذه الدلالة لم تحملها الأداة في النظام اللغوي العربي؛ لأن العرب لم يستعملوا في النهي إلا (لا)؛ ومن ثم فكون (ما) تحمل وظيفة النهي يعد خصيصة من خصائص العامية. ونلحظ في بعض الشواهد أن الفعل المسبوق بـ(ما) ملحق به حرف الشين استكمالا لوظيفة النفي كما في ش(16، 20، 22، 40)، وهذا الإلحاق لم يرد في النظام التركيبي العربي المنفي( 13)، ولعله يقابل نظام النفي في الفرنسية؛ حيث يكون التركيب المنفي على النحو التالي: sujet + ne + verbe + pas….. .
ـ الاستفهام: الشواهد الاستفهامية هي (17، 18، 19، 36). وأداة الاستفهام فيها تشغل وظيفة المفعول، لكننا أدرجناها في العناصر السابقة؛ لأنها من الأدوات التي لها الصدارة، وأداة الاستفهام في جميع الشواهد هي (إيش) ما عدا الشاهد (36) فهي مقدرة، وتقديرها الهمزة إذا أخضعنا المثل للنظام التركيبي الفصيح. وأداة الاستفهام (إيش) هي مركبة من كلمتين (أيّ شيء)، ثم حدث لها اختزال فصارت (إيش)، وهي من خصائص الاستفهام في العامية.
ـ الاستقبال: أداة الاستقبال المستعملة في العامية من خلال الشواهد السابقة هي (راح) في الشاهد ( راح تروح فين الشمس21) أي ستروح، ومنه قولهم: راح يجي أي سيجئ أو سوف يجئ.
أما العناصـر التوسيعية اللاحقة فهي : أداة الاستثناء والمفعول والمعطوف والحال وشبه الجملة
ـ الاستثناء: أداة الاستثناء التي وردت هي (إلا) في ش(22 43 44) وهي الأداة الأساسية في اللغة الفصحى، وقد جاءت في استثناء منفي (ما...إلا)، غير أنه تام منفي في الشاهد (22) وناقص منفي في ش(43، 44)، وكلاهما نمط من أنماط الاستثناء في الفصحى، وهو تركيب مثبت مؤكد من خلال سلب السلب.
ـ المفعول: بعض الأفعال ـ من حيث البنية التركيبية ـ تحتاج إلى عنصر توسيعي لتمام المعنى، وبعضها لا يحتاج إلى ذلك، وقد يأتي العنصر التوسيعي وحده معبرا عن دلالة الجملة النواة المقدرة، وهذا العنصر هو المفعول به، وقد يكون المفعول مباشرا أو غير مباشر حسب دلالة الفعل. فإذا نظرنا في الشواهد نجد أن الشواهد (1، 2، 3، 20، 22) ـ على سبيل المثال ـ تقتضي مفعولا به غير مباشر، والشواهد (25: 32) تقتضي مفعولا مباشرا، والشاهدان (33، 37) يحتاجان إلى مفعولين. والمفعول في ترتيبه الاعتيادي يأتي بعد الفاعل، إلا أنه يمكن أن يتقدم لفظا على الفاعل أو الجملة النواة، وقد يكون تقديمه على سبيل الوجوب أو على سبيل الاختيار، وقد جاء في ترتيبه الاعتيادي في الشواهد (25: 40)، وتقدم وجوبا في الشواهد (17، 18، 19)؛ لأنه اسم استفهام له الصدارة وفقا للنظام اللغوي العربي وكذلك في ش(41، 42)؛ لأنه ضمير متصل بالفعل، وفي الشاهدين (43، 44)؛ لأن الفاعل محصور بـ(إلا)، وفي ذلك توافق والنظام التركيبي العربي. ولم يأتِ في الشواهد مقدما على سبيل الاختيار. وجاء وحده بدون جملته النواة في الشواهد (47، 50)، وهذه الشواهد تندرج فيما أسميناه بمصطلح (الجُمَيْلة)( 14) الذي أشرنا إليه سلفا.
ـ الحـال: هي اسم نكرة مشتق منصوب في التركيب اللغوي الفصيح ويأتي جامدا في أحوال معينة. وقد وردت في ش(8، 9)، وهي فيهما اسم جامد فاقد الإعراب، وفقد الإعراب سمة من سمات العامية.
ـ المعطوف: لم يرد من حروف العطف في الشواهد إلا (الواو) في الشواهد (3 10 12 13 22 37 47 49) وحرف (والاّ) في الشاهد (36). والتركيب العطفي بالواو هو عطف اسم على اسم، وهو متوافق مع التركيب العربي، أما الحرف (والاّ) فهو خاص باللغة العامية يقابل (أم) في الفصحى.
ـ شبه الجملة: هو (الجار والمجرور) و (الظرف والمضاف إليه)، ويأتي في التركيب متعلقا بالفعل أو ما يشبهه أو ما أُوّل بما يشبهه أو ما يشير إلى معناه؛ فإن لم يكن شيء من هذه الأربعة موجودا قُـدّر( 15). ويمكن أن يشغل وظيفة نحوية كالخبر أو النعت أو الحال أو غير ذلك. وترتيبه الأساسي أن يأتي بعد الجملة، وقد يتقدم على الفعل أو الفاعل أو المفعول وجوبا أو جوازا، وإذا أعدنا قراءة الشواهد نجد أن شبه الجملة جاء بعد الجملة في ش(1: 8، 17: 21، 25: 29، 40)، وتقدم على الجملة في ش(11: 16، 24، 30: 35 ) وتقديمه هنا لم يوجبه النظام التركيبي، بل هو اختياري الهدف منه هدف دلالي هو التوكيد أو جذب الانتباه، وتقدم على الفاعل في ش(22، 23) وتقديمه لم يوجبه نظام التركيب، بل هدف دلالي هو التوكيد، وتقدم على المفعول في ش(38، 39) وتقديمه أوجبه نظام التركيب؛ لأن المفعول متصل به ضمير يعود على الاسم المجرور. وجاء شبه الجملة وحده بدون الجملة في الشاهدين (45، 46) وهو فيهما متعلق بجملة فعلية مقدرة في المثل الأول بـ(حكى الحكاية من طقطق للسلامُ عليكم) وفي الثاني بـ(شاف يوم ولا يوم طهوره). وهذان الشاهدان يدخلان تحت مصطلح (الجُمَيْلة).
ثانيا: الجملة الاسمية
******************
أ : النمـاذج
جملة الشواهد المثلية التي تمثل بناها التركيبية جملة اسمية (462) أربعمائة واثنين وستين مثلا، وقد حاول الباحث أن يرصد هنا نماذج لها على أن تغطي البنى التركيبية التي وردت عليها جميع أمثال الجملة الاسمية، والنماذج هي:
1ـ آخر الحياة الموت 2
2ـ آدي وش الضيف 8
3ـ أعز الوِلْد وِلْد الوِلْد 157
4ـ جناح الشخص ولاده 972
5ـ البساط أحمدي 777
6ـ آخر الزمر طيط 5
7ـ ابن الحاكم يتيم 24
8ـ أقلُّـه بـركـه 198
9ـ أجرة الخياط تحت إيده 66
10ـ أكل التمر بالنظـر 209
11ـ أول بيضه للغراب 687
12ـ بنت لعمتها 833
13ـ ابن الريس تقل على المركب وفنا على الخبزه 28
14ـ الحرامي يا قاتل يا مقتول 1046
15ـ أقل عيشة أحسن من الموت 197
16ـ أكلة ليلة قريبه من الجوع 218
17ـ أم الأعمى أخبر برقاده 521
18ـ إنت نبي ولاّ كواليني !؟ 561
19ـ بشاشة الوجه عطيه تانيه 779
20ـ الدنيا بدل يوم عسل ويوم بصل 1241
21ـ أبو جعران في بيته سلطان 39
22ـ الأجر موش قدّ المشقّه 65
24ـ اللي في السندوق على العروق 321
25ـ الإيـد البطاله نجسـه 694
26ـ اللي بعيد عن العين بعيد عن القلب 247
27ـ البهيم السايب متروك عوضه 835
28ـ باب مردود شرّ مطرد 731
29ـ صلح خسران أخير من قضية كسبانه 1739
30ـ دخان بلا قهوه سلطان بلا فروه 1217
31ـ بفلوسك بنت السلطان عروسك 805
32ـ موش كل الوقفات زلابيه 2898
33ـ يا فرحة العولا بلمّ الزرع لأصحابه 3078
34ـ تملّي العاقبة عن العقول غايبه 907
35ـ ما اسخم من ستي إلا سيدي 2578
36ـ ما جود إلا من موجود 2609
37ـ على راسه صوفه 1916
38ـ تحت البراقع سـمّ ناقع 878
39ـ من جرابك مرحبا بك 2799
40ـ بين الراكب والماشي حل البردعه 861
41ـ بين اللّبـه واللّبـه أربعين يـوم 862
42ـ ما بعد حرق الزرع جيره 2581
43ـ ما لها إلا رجالها 2663
44ـ بعد الجوعه والقلِّه له حمار وبغله 787
45ـ ما عندوش تخين إلا الفَل ولا كبير إلا التَل 2632
46ـ ما كان ناقص على ستي إلا طرطور سيدي 2634
47ـ جايب راس كليب 937
48ـ حمار شغل 1096
49ـ أبرد من مَيّـة طوبه 14
50ـ بلوه على بلوه 825
51ـ جايب لي زعيط ومعيط ونطاط الحيط
52ـ أفلس من يهودي نهار السبت 179
53ـ أقرب من المعزه للرباط 181
54ـ فرخة بكشك 2094
55ـ لا إحسان ولا حلاوة لسان 2470
56ـ لا بـرّ ولا هدوء سـرّ 2474
57ـ سيخك والسُلطيحه 1624
58ـ يا تابع الزول يا خايب الرجا 3047
59ـ يا باني في غير ملكك يا مربّي في غير ولدك 3039
60ـ يا مآمنه للرجال يا مآمنه للميّه في الغربال 3095

ب : التحـليــل :
النماذج السابقة بعضها لها شواهد كثيرة مماثلة لم نذكرها وبعضها ليس لها ذلك، وهي تمثل كافة البنى التركيبية للجملة الاسمية في الأمثال العامية، وإذا رمزنا للعنصر الأساسي الأول (المبتدأ أو المسند إليه) بالرمز (ع س1) والعنصر الأساسي الثاني (الخبر أو المسند) بالرمز (ع س2) والعنصر التوسيعي بالرمز (ع ت) والعنصر المقدر بالرمز (ع ق) يمكن حصر هذه البنى التركيبية في الأنماط الآتية:
1ـ ع س1 + ع س2 : ش(1: 12)
2ـ ع س1 + ع س2 + ع ت : ش(13: 20)
3ـ ع س1 + ع ت + ع س2 : ش(21: 25)
4ـ ع س1 + ع ت + ع س2 + ع ت : ش(26: 30، 59، 60)
5ـ ع ت + ع س1 + ع س2 : ش(31: 32)
6ـ ع ت + ع س1+ ع س2 + ع ت : ش(33)
7ـ ع ت + ع س1 + ع ت + ع س2 : ش(34 : 36، 58)
8ـ ع س2 + ع س1 : ش(37)
9ـ ع س2 + ع س1 + ع ت : ش(38، 39)
10ـ ع س2 + ع ت + ع س1 : ش(40، 41)
11ـ ع ت + ع س2 + ع س1 : ش(42، 43)
12ـ ع ت + ع س2 + ع س1 + ع ت : ش(44، 45)
13ـ ع ت + ع س2 + ع ت + ع س1 : ش(46)
14ـ ع ق (ع س1) + ع س2 : ش(48,47)
15- ع ق (ع س1) + ع س2 + ع ت : ش(52,49)
16- ع ق (ع س1) + ع ق (ع ت) + ع س2 + ع ت : ش(54:53)
17- ع ت + ع ق (ع س2) + ع س1 + ع ت : ش(56:55)
18- ع ق (ع ت) + ع ق (ع س2) + ع س1 + ع ت : ش(57)
هذه هي البنى التركيبية لأمثال الجملة الاسمية، وكلها متوافقة مع النظام التركيبي للغة الفصحى باستثناء الشواهد (58: 60)؛ حيث استعملت العامية ـ فيما أعتقد ـ حرف الياء أداةً للتعريف بدلا من (ال) الجنسية، وذلك في المسند إليه في الشاهدين (59، 60)، أما حرف (يا) الذي يسبق المسند فهو يحتمل أن يكون للتعريف ويحتمل أن يكون للتنبيه، وأما حرف (يا) في الشاهد (58) فهو للتنبيه فحسب، والجملة تامة بدونه؛ ويمكن أن نقول في الثلاثة: (تابع الزول خايب الرجا) و(الباني في غير ملكه مربي في غير ولده) و(المآمنة للرجال مآمنة للميّه في الغربال). ويمكن أن نقوم بتفكيك نص المثل لنكشف أولا عن الجملة النواة ثم العناصر التوسيعية لها بعد ذلك.
ـ الجملة النواة :
الجملة النواة كما ذكرنا تلك الجملة التي تحتوي على عنصرين أساسيين لتكوينها مع إفادة معنى بهما، وعنصراها المبتدأ (العنصر الأول) والخبر (العنصر الثاني)، والمبتدأ هو المسند إليه sujet والخبر هو المسند predicat، ويمكن أن نفصل فيهما القول على النحو التالي:
ـ النمط التام ذو الترتيب الاعتيادي:
يمثل هذا النمط الشواهد (1 : 36)، وقد جاء المبتدأ معرفة في كل الشواهد ما عدا الشواهد (12، 28، 29، 30، 35، 36)؛ حيث جاء فيها نكرة، وتنوع المبتدأ المعرفة ما بين كونه ضميرا إشاريا في ش(2) وضميرا شخصيا في ش(18) وضميرا موصوليا في الشاهدين (24، 26)، ومعرَّفا بـ(ال) في ش(5، 14، 20، 22، 25، 27) ومعرفا بالإضافة إلى ضمير في ش(Cool وإلى اسم ظاهر نكرة في ش(11، 15، 16) وإلى اسم ظاهر معرفة في بقية الشواهد. أما المبتدأ النكرة فهو نكرة موصوفة في ش(28: 30، 35) ونكرة مسبوقة بنفي في ش(36) ونكرة محضة في ش(12). وفي كل الشواهد ـ ما عدا الشاهد (12) نجد النظام التركيبي في العامية متوافقا مع النظام التركيبي للغة الفصحى بصورة عامة، حيث نص النحويون على أن حق المبتدأ أن يكون معرفة أو ما قارب المعرفة من النكرات( 16)،


أما الشاهد (12) فالمبتدأ فيه نكرة غير مفيدة، وبالتالي فهو مخالف للنظام التركيبي للفصحى، ويحتمل أن يكون المبتدأ في هذا الشاهد معرفة، وسجله المؤلف نكرة.
أما الخبر فقد جاء اسما معرّفا بـ(ال) في ش(1) واسما معرفا بالإضافة في ش(2: 4) واسما نكرة في ش(5: Cool وشبه جملة في بقية الشواهد، وفي ذلك توافق مع النظام التركيبي للفصحى.
ـ النمط التام ذو الترتيب المخالف:
يمثل هذا النمط الشواهد (37 : 46)، وجاءت المخالفة واجبة بالنسبة للنظام التركيبي للفصحى في ش(37، 41، 42، 44) لأن المبتدأ نكرة والخبر شبه جملة، وفي ش(43، 46) لأن المبتدأ محصور بالاستثناء الناقص المنفي، وجاءت على سبيل الاختيار في ش(38، 39) لأن المبتدأ نكرة موصوفة والخبر شبه جملة، وكذلك في الشاهد (40) لأن المبتدأ معرفة والخبر شبه جملة، والمخالفة على سبيل الاختيار تؤدي وظيفة دلالية، وهي التوكيد على أهمية عنصر الخبر.
ـ النمط الناقص :
نقصد به ذلك التركيب الإسنادي الذي حذف لفظاً أحد عنصري الإسناد فيه، وقد اصطلحنا على تسميته بـ(الجُمَيلة)، والمبتدأ مقدر في ش(47: 54) والخبر مقدر في ش(55: 57)، وكلاهما يقدر فيها بالضمير الشخصي (أنت أو هو) تبعا للمتحدث عنه بين المتكلم والمخاطب في كل الشواهد ما عدا ش(57) فالضمير المقدر هو ضمير المخاطب؛ لأن تقدير المثل (ما لِك إلا سيخك والسلطيحه).
العناصر التوسيعية:
بعض الشواهد اقتصرت على الجملة النواة، وبالتالي فهي تمثل في بنيتها التركيبية جملة دنيا كما في ش(1: 12) وبعضها اشتملت على عناصر توسيعية، وبالتالي فهي تمثل جملة موسعة، وقد جاءت العناصر التوسيعية بعد الجملة كما في ش(13: 20) وبين عنصري الجملة كما في ش(21: 25) وقبل الجملة كما في ش (31: 32) وتعددت ما بين بعد الجملة وقبلها وبين عنصريها في بعض الشواهد كما في ش(33: 36). والعناصر التوسيعية التي اشتملت عليها الشواهد هي:
ـ أدوات النفي: اقتصرت أدوات النفي على (ما ، لا)، أما (ما) فوردت في الشاهد (42) وانتقض نفيها بـ(إلا) في ش(35، 36، 43، 45، 46) فالجملة في هذه الشواهد مؤكدة الإيجاب من خلال سلب السلب، وتحولت (ما) إلى (موش) في الشاهدين (22، 32) وأما (لا) فجاءت في الشاهدين (55، 56) وقد تكررت فيهما توكيدا للنفي. و(ما ، لا) من أدوات النفي في الفصحى، أما (موش) فهي خاصة بالعامية.
ـ أداة التنبيه: هي (يا) ووردت في شاهد واحد هو (33).
ـ المعطوف: كما في ش(13، 14، 18) وغيرها، وحروف العطف الواردة في الشواهد هي (الواو، يا...يا، ولاّ) والواو حرف معروف في الفصحى، أما (يا...يا) فهو خاص بالعامية يقابل (إما...وإما) في الفصحى( 17)، وكذلك (ولاّ) فهو يقابل في الفصحى (أم)، والمعطوف عليه هو الخبر في كل الشواهد.
ـ النعت: وهو إما اسم مفرد كما في ش(20، 25، 27، 28، 29، 30) وإما شبه جملة كما في ش(15، 16، 21) على سبيل المثال. والمنعوت إما المبتدأ كما في ش(25، 27، 28، 29، 30) وإما الخبر كما في (15، 16، 19، 28، 29، 30).
ـ البـدل: ورد في الشاهدين (20، 45) وهو بدل مطابق.
ـ الظرف: ورد في ش(34) وهو كلمة (تملي) التي تقابل في الفصحى (دائما) وشغل وظيفة المفعول فيه في ش(52) وجاء شبه جملة متعلقا بالخبر في ش(44)
ـ شبه الجملة: ورد في شواهد كثيرة، وهو إما متعلق بغيره كما في ش(31، 39) وإما نعت ـ في كثير من الشواهد ـ كما في ش(26، 30) وإما مفعول فيه كما في الشاهد (52).

الجمـلة المركبـة

وعلاقـات الربـط عناصرهـا

الجمـلة المركبـة( 18) phrase complexe هى كل جملة تصاغ من جملتين مستقلتين deux propositions أو أكثر، ترتبط فيما بينها برابط لفظى أو معنوى، والبناء اللغوى للجملة المستقلة مماثل للبناء اللغوى للجملة البسيطة، وإحدى الجمل المكونة للجملة المركبة هى جملة أساسية proposition principale وقد عرفها بلاشير بأنها جملة حاكمة لجملة ـ أو عدة جمل ـ لاحقة تسمى الجملة ـ أو الجمل ـ التابعة subordonné أو المعطوفة coordonné أو المتجاورة juxtaposee ، وفقا لنوعية علاقة الربط القائمة بين الجملة الأساسية والجملة ـ أو الجمل ـ الفرعية(19 ). وسنعرض لهذه العلاقات وفقا لتناول بلاشير لها.
يبقى أن نشير إلى أن نص المثل يعد جملة مستقلة بذاتها، قد تكون الجملة بسيطة الإسناد وقد تكون مركبة الإسناد من جملة بسيطة واسم مفرد أو من جملتين بسيطتين كلتاهما عنصر إسنادي، أو مركبة من جملة أساسية تامة وجملة أخرى ـ أو عدة جمل ـ فرعية مرتبطة بها برابط لفظي أو دلالي، وفقا لنوعية علاقة الربط بين الجملة الأساسية والجملة الفرعية على النحو الذي نوضحه فيما يلي:
الربـط بالتجـاورconjonction de la juxtaposition :
ذكرنا في مقدمة البحث أن الجملة المركبة بالتجاور هي جملة مكونة من جملة أساسية وجملة أخرى ـ أو عدة جمل ـ فرعية ترتبط بالجملة الأساسية برابط معنوي، وقد تشغل الجملة المتجاورة وظيفة نحوية بالنسبة للجملة الأساسية، وقد لا تشغل، ويمكن أن يكون أحد عنصري الجملة الأساسية أو كلاهما جملة. والسؤال المطروح الآن : ما صور الجملة المركبة بالتجاور في مجموع الشواهد المثلية؟
وللإجابة عن السؤال تم حصر الشواهد، وبلغ عددها (1112) ألفا ومائة واثني عشر مثلا، واخترنا منها عدة شواهد كنماذج تمثل جميعها في البنى التركيبية، ورصدناها على النحو التالي:
1ـ اللي خلق لشداق متكفل بلرزاق 293
2ـ اللي ما يفضل منّه جعان 385
3ـ ما تفعله الآباء مخلف للأبناء 2603
4ـ مكتوب على ورق الحلاوة ما محبة إلا بعد عداوة 2773
5ـ مكتوب على ورق الخيار من سهر الليل نام النهار 2774
6ـ يا بخت من كان النقيب خاله 3043
7ـ هوّ الكلب يعضّ ودن أخوه؟ 2981
8ـ هوّ الإنسان عقله دفتر؟ 2977
9ـ الباطل مالوش رجلين 739
10ـ ياريت الطلق كان مليان 3063
11ـ راح اللي زمرناه لله 1276
12ـ إيش عرّفك إنها سكينه 715
13ـ جابوا العمية تردوا الرمية 923
14ـ جوّزها له ما لْها إلا لُه 996
15ـ خالتي عندكم ما جاتشي 1117
16ـ الدنيا زي الغازية ترقص لكل واحد شويه 1244
17ـ الراجل زي الجزار ما يحبش إلا السمينة 1270
18ـ زي حداد الكفار حياته وموته في النار 1406
19ـ زي زيت الغار كله منافع1431
20ـ زي غنم العرب تبات تشترّ على بربورها 1479
21ـ عبد ما هو لك حـرّ مثلك 1858
22ـ حيّ طلب موت حي مجنون يستاهل الكيّ 1111
23ـ الخسارة التي تعلم مكسب 1155
24ـ خواتم ترصف في إيدين تقرف 1185
25ـ الرغيف المقمر للصاحب اللي يدور 1324
26ـ كل شيء بالبخت إلا القلقاس ميّه وفحت 2373
27ـ كل شيء بالنظر إلا الدخان بالحجر 2372
28ـ كل شيء عند العطار إلا حبّي غصب 2378
29ـ ادّي سـرّك للي يصونه 91
30ـ اسألي على ما تفعلي 117
31ـ اقطع لسان عدوك بسلام عليكم 189
32ـ اشرّفوا عند اللي ما يعرفوا 128
33ـ اقبل عذر اللي يجي لك لحدّ باب الدار 180
34ـ دخولك في بيت اللي ما تعرفه قلة حيا 1220
35ـ الإبره اللي فيها خيطين ما تخيطش 16
36ـ اللي أوله شرط آخره نور 243
37ـ اللي تخوضه إنت يغرق فيه غيرك 261
38ـ اللي له عينين وراس يعمل ما تعمله الناس 336
39ـ اللي ماتت عشيرته يا حيرته 341
40ـ اللي مالوش غرض يعجن يقعد ستّ ايّام ينخل 355
41ـ اللي ياكل الضرب موش زي اللي يعدّه 417
42ـ بير تشرب منّه ما ترميش فيه حجر 847
43ـ حـدّ يقول للغول عينك حمره 1033
44ـ حمار ما هو لك عافيته حديد 1098
45ـ زي بهرجان التربيعه شعرة ريح تهزّه 1388
46ـ زي كرابيج الحاكم اللي يفوتك أحسن من اللي يحصلك 1514
47ـ طير في السما اسمه غضنفر يجمع الأشكال على بعضها 1823
48ـ عمل من طبّ لمن حبّ 1964
49ـ اجري يا مشكاح للي قاعد مرتاح 68
50ـ إصباح الخير يا اعور قال دا شـرّ بايت 132
51ـ أعمى قال لأعور كاس العمى مـرّ قال نصّ الخبر عندي 165
52ـ الله يحي أصحاب النظر يا لمون 240
53ـ بركه يا جامع اللي جتّ منّك ما جتّ منّي 775
54ـ تضربني تقطع راسي تصالحني تجيب لي راس منين 890
55ـ جا يتاجر في الحنة كترت الأحزان 939
56ـ جا يطلّ غلب الكل 940
57ـ جت الحزينه تفرح ما لقت مطرح 948
58ـ راح يحج جاور 1278
59ـ راح يخطبها له اجوّزها 1279
60ـ جبتك يا عبد المعين تعنّي لقيتك يا عبد المعين تنعان 945
61ـ افتكرنا القط جـه ينط 946
62ـ جمل بارك من عياه قال حمّلوه يقوم 968
63ـ جوزي ما حكمني دار عشيقي وراي بالنبوت 988
64ـ خدتك عِواز خدتك لواز خدتك أكيد العوازل كدت أنا نفسي 1129
65ـ عاشم ما ريّحونا ماتوا ما ورّثونا 1840
66ـ قالوا شكرنا غنّام غنّام طلع حرامي 2168
66ـ قالوا شكرنا غنّام غنّام طلع حرامي 2168

أ : التحـليــل :
************
النماذج السابقة لها شواهد كثيرة مماثلة لم نذكرها، وبتحليل هذه النماذج يتضح لنا أنها أربعة أنماط:
ـ النمط الأول: شواهد تحوي جملة متجاورة واحدة ذات وظيفة نحوية بالنسبة للجملة الأساسية، وقد تكون الجملة المتجاورة أحد ركني الإسناد في الجملة الأساسية وقد تكون عنصرا توسيعيا لها.
ـ النمط الثاني: شواهد تحوي أكثر من جملة متجاورة؛ كلها ذات وظائف نحوية بالنسبة للجملة الأساسية.
ـ النمط الثالث: شواهد تحوي أكثر من جملة متجاورة بعضها ذات وظائف نحوية وبعضها ليس لها وظائف نحوية بالنسبة للجملة الأساسية.
ـ النمط الرابع: شواهد تحوي جملة متجاورة ـ أو عدة جمل ـ مستقلة نحويا عن الجملة الأساسية.
ويمكن تفصيل القول في الأنماط الأربعة على النحـو التالي:
ـ النمط الأول: الشواهد التي تحوي جملة متجاورة واحدة ذات وظيفة نحوية بالنسبة للجملة الأساسية، وقد تكون الجملة المتجاورة أحد ركني الإسناد في الجملة الأساسية وقد تكون عنصرا توسيعيا لها، وهذه الشواهد تبدأ من (1: 34)، والوظائف النحوية التي شغلتها الجملة المتجاورة فيها هي:
ـ جملة متجاورة مبتدأ:
ورد هذا النمط في الشواهد (1: 6) وبتحليلها يتضح لنا أن الجملة المتجاورة المبتدأ هي جملة موصولية في كل الشواهد ما عدا الشاهد (4) على اعتبار أن اسم الموصول يشغل الوظيفة النحوية مع صلته مرتبطا بها، ولا يمكن أن يأتي بمعزل عنها(20 )، أما الشاهد (4) فالجملة فيه اسمية مؤكدة بالحصر، ويلاحظ أن الخبر في الشواهد كلها اسم مفرد جاء في ترتيبه الاعتيادي في ش(1: 3) وتقدم على جملة المبتدأ في ش(4: 6) وهو اسم مفعول في ش(4، 5) ومصدر بمعنى اسم المفعول في ش(6) أما حرف الياء فهو للتنبيه، ولعل الأصل في المثل (مبخوت من كان النقيب خاله)، ويمكن تقدير المصدر مع حرف الياء بجملة تعجبية هكذا (من كان النقيب خاله ما أبخته) ـ وسنعرض لذلك بعد ـ وجملة الشواهد في بنيتها التركيبية متوافقة مع النظام التركيبي للفصحى باستثناء الشاهد السادس، والجملة التي تشغل وظيفة المبتدأ أشار إليها بعض النحويين، وأسموها الجملة المسند إليه(21 ).
ـ جملة متجاورة خبـرا :
ورد هذا النمط في الشواهد (7 : 10)، وقد جاءت جملة الخبر فعلية في ش(7) واسمية في باقيها، والمبتدأ اسم مفرد مسبوق بأداة استفهام في ش(7، Cool وهي (هوّ)، وهذه الأداة خاصة باللغة العامية تقابل في الفصحى (هل)، والاستفهام هنا إنكاري، والمبتدأ مسبوق بحرف تمنٍّ في الشاهد العاشر هو (يا ريت) ولعل أصله (ليت) الفصيح، وانقلبت اللام راء لقرب المخرج. وجملة الشواهد في بنيتها التركيبية متوافقة مع النظام التركيبي للفصحى، ولا خلاف إلا في استعمال العامية (هوّ) كأداة استفهام بدلا من (هل) و(يا ريت) بدلا من (ليت) في الفصحى، وهو خلاف لهجي لا يؤثر على النظام التركيبي.
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى